تسيطر حالة الارتباك على السوق الموازية للصرف في مصر، مع استمرار تراجع سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى مستويات بين 45 إلى 46 جنيهًا خلال الساعات الماضية.
وفي ظل استمرار نزول سعر صرف الدولار في السوق الموازية، زاد المعروض بنسبة كبيرة مع فشل الشائعات التي يطلقها التجار والمضاربين، في خلق بيئة مناسبة لعودة صعود الدولار الأسود.
وعلى الصفحات التي تتابع أسعار صرف الدولار على منصات التواصل الاجتماعي، تحول الحديث عند الدولار إلى معارك شرسة بين من يراهنون على أن تراجع سعر الدولار في السوق السوداء “مؤقت”، وبين من يرون أن الأزمة أوشكت على الانتهاء بشكل كامل مع إتمام الحكومة المصرية عدة صفقات من العيار الثقيل أهمها مشروع “رأس الحكمة”.
وتسلمت الحكومة المصرية أمس، 5 مليارات دولار أخرى من الدفعة الأولى لصفقة الشراكة الاستثمارية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، بشأن مشروع تطوير وتنمية مدينة “رأس الحكمة” على الساحل الشماليّ الغربيّ لمصر، وبذلك تكون الدفعة الأولى قد اكتملت بشكل فعليّ.
وكان رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، قد أعلن خلال اجتماع الحكومة، أنه تم اتخاذ إجراءات للتنسيق بين البنك المركزي والجانب الإماراتي، لتحويل 5 مليارات دولار من الوديعة إلى الجنيه المصري، وأنه في غضون شهرين ستحصل مصر على المبلغ المتبقي الذي تم الإعلان عنه، لاستكمال مبلغ 35 مليار دولار استثمار مباشر يدخل للدولة من هذه الصفقة، بخلاف نسبة الـ 35% التي ستحصل عليها الدولة من صافي أرباح المشروع.
وقال المتحدث الرسميّ باسم رئاسة مجلس الوزراء، المستشار محمد الحمصاني، بأن الحكومة المصرية تسلمت أمس الجمعة، 5 مليارات دولار أخرى من الدفعة الأولى لصفقة الشراكة الاستثمارية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، بشأن مشروع تطوير وتنمية مدينة “رأس الحكمة” على الساحل الشماليّ الغربيّ لمصر. وقال الحمصاني: “بذلك تكون الدفعة الأولى قد اكتملت بشكل فعليّ”.
فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي، قالت مدير الصندوق، كريستالينا غورغيفا، إنه “تم حل القضايا الأساسية فيما ما يخص بمراجعة برنامج قرض الصندوق مع مصر ونتوقع الاتفاق في غضون أسابيع”.
وأضافت وفق وكالة “رويترز”، أن الصندوق سيزيد على الأرجح حجم البرنامج لمصر بسبب الصدمات الخارجية، واصفة المحادثات مع الحكومة المصرية بأنها “بناءة للغاية”، مردفة: “نريد أن نمهلهم الوقت لاتخاذ قرارات تتعلق بالسياسة النقدية”.
وذكرت أن أغلب التأثير المباشر للحرب في غزة على مصر يتمثل في خفض حركة المرور في قناة السويس بنسبة 55- 60%، مؤكدة أن استقرار مصر مهم للشرق الأوسط بأسره.
وعقب الإعلان عن صفقة “رأس الحكمة”، كان بنك “جي بي مورغان”، قد توقع أن يرتفع سعر صرف الجنيه المصري ليتراوح سعر الدولار بين 45 و50 جنيهاً، بعد الصفقة المبرمة بين مصر والإمارات بشأن مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة.
ورجح أن يكون الانخفاض مصحوبا بنسبة زيادة في سعر الفائدة 2% لتصل إلى 23.5%.
ويرى بنك “غولدمان ساكس”، أن إعلان اتفاق مصر حول برنامجها الموسع مع صندوق النقد الدولي يبدو وشيكاً، على الرغم من أن صفقة الإمارات للاستثمار في مشروع رأس الحكمة بقيمة 35 مليار دولار على مدى الشهرين يقلل حاجة مصر الفورية إلى حزمة تمويل من صندوق النقد الدولي.