السفينة روبيمار قنبلة بيئية على وشك الانفجار في البحر الأحمر
أعلنت الحكومة اليمنية رسميًا غرق السفينة البريطانية روبيمار في البحر الأحمر بعد استهدافها من الحوثيين، يوم 19 فبراير الماضي، ما أدى إلى تسرب نفطي في البحر بطول 18 ميلا، وهو ما يشير إلى زيادة احتمالية وقوع كارثة بيئية، وتزداد تلك المخاوف بعد الكشف عن حمولتها لما يقرب من 41 ألف طن من الأسمدة.
بدأت القصة يوم 19 فبراير الماضي، حيث استهدف الحوثيون بصاروخين بالستيين السفينة روبيمار- تحمل علم بليز- أثناء عبورها على بُعد 25 ميلا بحريا من ميناء المخاء في البحر الأحمر، ما أدى إلى تدفق المياه إلى جسم السفينة وتعرضها لأضرار وتسرب كمية من النفط، وسط حالة من الذعر من زيادة حجم الكارثة البيئية خاصة بعد الكشف عن نقلها 41 ألف طن من الأسمدة والزيوت.
السفينة روبيمار المستهدفة يبلغ طولها 171 مترا وعرضها 27 مترا، وترفع العلم البليزي، ومملوكة لشركة جولدن أدفنشر شيبنيغ الملاحية المسجلة في جزر مارشال، وإدارتها من الجنسية السورية.
تمتاز السفينة روبيمار بأنها ذات صهاريج سائبة تحمل كمية من الأسمدة (مواد خطرة) والزيوت والوقود، كما حملت طاقما مكونا من 24 شخصا (11 سوريا، و6 مصريين، و3 هنود، و4 فلبينيين)، ونجحوا في النجاة من السفينة إذ تم نقلهم إلى سفينة أخرى سريعا ومن ثم تم إجلاؤهم جميعا إلى جيبوتي.
وذكر توفيق الشرجبي، وزير المياه والبيئة في الحكومة اليمنية، أن الوضع العام بشأن السفينة «روبيمار» مقلق جدًا، وأن الحكومة اليمنية تبذل ما في وسعها للتعامل مع السيناريوهات المحتملة، لافتا إلى أن السفينة في الوقت الحالي متواجدة على مسافة نحو 11 ميلًا من أقرب نقطة من البر اليمني.
وعن المخاطر والآثار البيئية والملاحية قال «الشرجبي» خلال مؤتمر صحفي عقده في عدن بمشاركة رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة فيصل الثعلبي، ونائب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للشؤون البحرية القبطان يسلم مبارك: «خلية الأزمة المعنية بالتعامل مع قضية السفينة (روبيمار) اتخذت عددًا من الإجراءات للسيطرة على الوضع، وتواصلت مع المكتب الإقليمي للأمم المتحدة للبيئة لدول غرب آسيا؛ لطلب المساعدة العاجلة في الدعم الفني واللوجيستي؛ لتجنب كارثة بيئية وشيكة في حال غرق السفينة أو تسرب كميات من المواد المحملة على متنها».
ويؤدي تسرب النفط كذلك إلى تدمير الموائل الطبيعية في أعماق البحار والمحيطات، حيث يوجد توازن دقيق للغاية في الشعاب المرجانية وموائل المياه الضحلة.
وغالبا ما تُقتل العوالق التي تحتل أسفل السلسلة الغذائية بسبب انسكابات النفط نتيجة للتغيرات في الماء ونقص ضوء الشمس تحت بقعة الزيت، لينتقل هذا التأثير إلى أعلى السلسلة. وكل تلك المخاطر سيكون المتضرر الأكبر منها هو نفسه المتسبب فيها الإنسان.